5%

- أ -

مقدّمة الطبعة الأُولى

الأنبياء والرسُل في القرآن الكريم

إنّ النظرة الفاحِصَة إلى الكون والحياة والإنسان تشهد بأنّ الخلق لم يكن عبثاً وسدى، وأنّ الإنسان لم يُخلَق بلا غاية ولا هدف، إنّما خلقه الله سبحانه، وأتى به إلى فسيح هذا الوجود لغاية روحيّة عليا، وللوصول إلى كمالٍ معنويٍّ ممكنٍ.

وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه الحقائق بمختلف التعابير، قال سبحانه:( وَما خَلَقْنَا السَّماءَ والأرض وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الّذينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ ) (١) .

وقال سبحانه أيضاً:( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرجَعُون ) (٢) .

غير أنّ بلوغ تلك الغاية المنشودة يتوقّف على أمرين:

١ - مؤهلاتٍ تكوينية ذاتيةٍ كامنةٍ في وجود الإنسان، تبعثه بدافع من ذاته للسير باتجاه الكمال.

٢ - قادةٍ أقوياءٍ متعلّمين بتعليمٍ من الله ومرسلين من جانبه لقيادة الإنسان

____________________

١ - ص: ٢٧.

٢ - المؤمنون: ١١٥.