5%

حجّة المخالفين للعصمة

قد تعرّفت على الآيات الدالة على عصمة الأنبياء في المجالات التالية: ( تلقّي الوحي، والتحفّظ عليه، وإبلاغه إلى الناس، والعمل به ) غير أنّ هناك آيات ربّما توهم في بادئ النظر خلاف ما دلّت عليه صراحة الآيات السابقة، وقد تذرّعت بها بعض الفرق الإسلامية التي جوّزت المعصية على الأنبياء بمختلف صورها.

وهذه الآيات على طوائف:

الأُولى: ما يمس ظاهرها عصمة جميع الأنبياء بصورة كليّة.

الثانية: ما يمس عصمة عدّة منهم كآدم ويونس بصورة جزئية.

الثالثة: ما يتراءى منه عدم عصمة النبي الأكرم.

فعلينا دراسة هذه الأصناف من الآيات حتى يتجلّى الحق بأجلي مظاهره:

الطائفة الأُولى: ما يمسّ ظاهرها عصمة جميع الأنبياء

الآية الأُولى:

ومن هذه الطائفة قوله سبحانه:( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوا أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (١) .

____________________

١ - يوسف: ١٠٩.