9%

فصل

في عرضهعليه‌السلام القرآن على الناس وما قالوا في جوابه

روى سليم بن قيس، عن سلمان حديث السقيفة، وساق الكلام إلى أن قال: فلمّا أن رأى عليعليه‌السلام غدرهم وقلّة وفائهم له؛ لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفّه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه، وكان في الصحف والشّظاظ والأكتاف والرقاع، فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده تنزيله وتأويله، والناسخ منه والمنسوخ؛ بعث إليه أبو بكر: اخرج فبايع، فبعث إليه عليّعليه‌السلام : إنّي لمشغول وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاّة، حتّى أؤلّف القرآن وأجمعه؛ فسكتوا عنه أيّاماً فجمعه في ثوب واحد وختمه(١) .

وروي عن غيره أنّهعليه‌السلام جاء به إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتركه وصلّى ركعتين وسلّم على رسوله اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنادى عليعليه‌السلام بأعلى صوته: أيّها الناس، إنّي لم أزل منذ قُبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على رسوله آية

____________________

(١) سليم بن قيس: ص٨١.