وهنّ صارخات وأمّه فاطمة (صلوات الله عليها) تقول:( هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (١) الـ ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ ) الآية(٢) . قال فبكى الصادقعليهالسلام حتّى أخضلّت لحيته بالدّموع، ثم قال: لا قرّت عين لا تبكي عند هذا الذكر(٣) .
قال الشيخ الصدوق في معنى قول النبيّ لعليّعليهالسلام : إنّ لك كنزاً في الجنّة أنت ذو قرنيها، سمعت بعض المشايخ يذكر أنّ هذا الكنز هو ولده المحسن وهو السقط الذي ألقته فاطمة (صلوات الله عليها) لما ضغطت بين البابين واحتجّ على ذلك بما روي في السقط أنّه يكون محبنطاً على باب الجنّة، يُقال له: ادخل الجنّة، فيقول: لا، حتّى يدخل أبواي قبلي، الخ(٤) .
ذكر السيّد الأجلّ مولانا المير حامد حسين الهندي (عطّر الله مرقده) في عبقات الأنوار، عن الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي، أنّه ذكر في ترجمة النظّام أُستاذ الجاحظ أنّه قال النظّام: نصّ النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم على أنّ الإمام عليّعليهالسلام ، وعيّنه، وعرفت الصحابة ذلك، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر (رضي الله عنهما) وقال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسّن من بطنها. انتهى(٥) .
وذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج خبر هبار بن الأسود: أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أباح دمه يوم فتح مكّة؛ لأنّه روّعَ زينب بنت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بالرّمح وهي في الهودج وكانت حاملاً، فرأت دماً وطرحت ذا بطنها، قال:
____________________
(١) الأنبياء: ١٠٣.
(٢) آل عمران: ٣٠.
(٣) بحار الأنوار: ج٥٣ ص٢٣.
(٤) معاني الأخبار: ص١٩٨.
(٥) الوافي بالوفيات: ج ٦ ص١٧.