9%

قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر، فقال: إذا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أباح دم هبار؛ لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها، فظاهر الحال أنّه لو كان حيّاً لأباح دم مَن روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها، فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم: أنّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن؟ فقال: لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه، فإنّي متوقّف في هذا الموضع لبعض الأخبار عندي فيه(١) .

قلت: ولنعم ما قال السيد الجزوعي:

جرّعاها من بعد والدها الغيظ

مراراً فبئس ما جرّعاها

أغضباها وأغضبا عند ذاك

الله ربّ السّماءِ إذ أغضباها

بنتُ مَن أُمُّ مَن حليلة مَن

ويلٌ لمـَن سنّ ظلمها وأذاها

ذكر ما تأسّفوا وتأثّرواعليهم‌السلام على مصيبة فاطمةعليها‌السلام

روي عن دلائل الطبري، بسنده عن زكريا بن آدم عليه الرحمة قال: إنّي لعند الرضاعليه‌السلام إذ جيء بأبي جعفرعليه‌السلام وسنّه أقل من أربع سنين، فضرب بيده الأرض ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر، فقال له الرضاعليه‌السلام : بنفسي فلم طال فكرك؟ فقالعليه‌السلام : فيما صُنع بأُمّي فاطمةعليها‌السلام ، أما والله لأخرجنّهما، ثم لأحرقنهما، ثم لأذرّينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفاً، فاستَدْناه وقبّل عينيه ثم قال: بأبي أنت وأُمّي، أنت لها، يعني الإمامة(٢) .

وعن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه إذا وُعِكَ(٣) استعان بالماءِ البارد، ثم ينادي حتّى يسمع صوته على باب الدار: يا فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤).

____________________

(١) شرح النهج: ج١٤ ص١٩٢.

(٢) دلائل الإمامة: ص٢١٢.

(٣) الوعك: الحمّى، وقيل: ألم الحمّى.

(٤) بحار الأنوار: ج٦٢ ص١٠٢، وروضة الكافي للكليني: ح٨٧.