قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر، فقال: إذا كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أباح دم هبار؛ لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها، فظاهر الحال أنّه لو كان حيّاً لأباح دم مَن روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها، فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم: أنّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن؟ فقال: لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه، فإنّي متوقّف في هذا الموضع لبعض الأخبار عندي فيه(١) .
قلت: ولنعم ما قال السيد الجزوعي:
جرّعاها من بعد والدها الغيظ | مراراً فبئس ما جرّعاها | |
أغضباها وأغضبا عند ذاك | الله ربّ السّماءِ إذ أغضباها | |
بنتُ مَن أُمُّ مَن حليلة مَن | ويلٌ لمـَن سنّ ظلمها وأذاها |
روي عن دلائل الطبري، بسنده عن زكريا بن آدم عليه الرحمة قال: إنّي لعند الرضاعليهالسلام إذ جيء بأبي جعفرعليهالسلام وسنّه أقل من أربع سنين، فضرب بيده الأرض ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر، فقال له الرضاعليهالسلام : بنفسي فلم طال فكرك؟ فقالعليهالسلام : فيما صُنع بأُمّي فاطمةعليهاالسلام ، أما والله لأخرجنّهما، ثم لأحرقنهما، ثم لأذرّينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفاً، فاستَدْناه وقبّل عينيه ثم قال: بأبي أنت وأُمّي، أنت لها، يعني الإمامة(٢) .
وعن أبي جعفر الباقرعليهالسلام أنّه إذا وُعِكَ(٣) استعان بالماءِ البارد، ثم ينادي حتّى يسمع صوته على باب الدار: يا فاطمة بنت محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
____________________
(١) شرح النهج: ج١٤ ص١٩٢.
(٢) دلائل الإمامة: ص٢١٢.
(٣) الوعك: الحمّى، وقيل: ألم الحمّى.
(٤) بحار الأنوار: ج٦٢ ص١٠٢، وروضة الكافي للكليني: ح٨٧.