أقول: وهذه نفثة مصدور، ونبذ من الرزايا التي تذوب منها الصّخور، ولنختم الكلام بأشعار الشيخ صالح الحلّي (رحمه الله):
الواثبين لظلمِ آل محمّدٍ | ومحمّدٌ ملقىً بلا تكفينِ | |
والقائلين لفاطمٍ آذيتِنا | في طول نَوْحٍ دائمٍ وحنينِ | |
والقاطعين أراكةً كَيْما تقيل | بظلّ أوراقٍ لها وغصونِ | |
ومجمّعي حطبٍ على البيت الذي | لم يجتمع لولاه شملُ الدينِ | |
والهاجمين على البتول ببيتها | والمسقّطين لها أعزّ جنينِ | |
والقائدين إمامهم بنجاده | والطّهر تدعو خلفه برنينِ | |
خلّوا ابن عمّي أو لأكشف للدعا | رأسي وأشكو للإله شجوني | |
ما كان ناقة صالحٍ وفصيلها | بالفضل عند الله إلاّ دوني | |
ورنت إلى القبر الشريف بمقلةٍ | عبرى وقلبٍ مكمَدٍ محزونِ | |
قالت وأظفار المصاب بقلبها | غوثاه قلَّ على العداة معيني | |
أبَتاه هذا السامريُّ وعِجْلُهُ | تُبعا وَمَالَ الناسُ عن هارونِ | |
أيّ الرّزايا أتّقي بتجلّدي | هو في النوائب مذ حييت قريني | |
فقدي أبي أم غصب بَعْلَيَ حقّه | أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني | |
أم أخذهم إرثي وفاضل نِحْلتي | أم جهلهم حقّي وقد عرفوني | |
قهروا يتيميك الحسين وصنوه | وسألتهم حقّي وقد نهروني |
____________________
= محمد جعفر شمس الدين. ط دار التعارف. كما رواه الشيخ الطوسي في التهذيب: ٦، باب زيارتهعليهالسلام ح٢، والصدوق في مَن لا يحضره الفقيه: ٢، باب موضع قبرهعليهالسلام ، تصحيح وتعليق سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين، ط دار التعارف.