27%

بمثل ذلك، فكتب لها كتاباً ودفعه إليها.

فدخل عمر، فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال: [ أبو بكر ]: إنّ فاطمةعليها‌السلام ادّعت في فدك، وشهدت لها أُمّ أيمن وعليّ فكتبته(١) ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه، وقال: هذا فيء المسلمين، وقال: مالك بن أوس بن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه قال: إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة، فإنّ علياًعليه‌السلام يجرّ إلى نفسه، وأمّ أيمن فهي امرأة صالحة، لو كان معها غيرها لنظرنا فيه.

احتجاج عليعليه‌السلام مع أبي بكر في أمر فدك

فخرجت فاطمة (صلوات الله عليها) من عندهما باكية حزينة، فلمّا كان بعد ذلك [ هذا ] جاء عليّعليه‌السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد، وحوله المهاجرون والأنصار فقال: يا أبا بكر، لِمَ منعتَ فاطمة ميراثها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد ملكته في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال أبو بكر: هذا فيء للمسلمين، فإن أقامت شهوداً أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعله لها، وإلاّ فلا حق لها فيه، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا بكر، تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال: لا، قال: فإنْ كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثم ادّعيت أنا فيه، من تسأل البينة؟ قال: إيّاك كنت أسأل البيّنة، قال: فما بال فاطمةعليها‌السلام سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعده، ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوها شهوداً كما سألتني على ما ادّعيت عليهم، فسكت أبو بكر، فقال عمر: يا علي دعنا من كلامك، فإنّا لا نقوى على حجّتك، فإن أتيت بشهود عدول وإلاّ فهو فيء للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟ قال: نعم، قال:

____________________

(١) فكتبت لها بفدك خ م.