أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ:( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) (١) فينا نزلت أم في غيرنا؟ قال: بلى فيكم، قال: فلو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بفاحشة، ما كنت صانعاً بها؟ قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر نساء المسلمين، قال: إذاً كنت عند الله من الكافرين، قال: ولِمَ؟ قال: لأنّك رددت شهادة الله لها بالطّهارة، وقبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم الله وحكم رسول الله، إذ جعل لها فدك وقبضته(٢) في حياته، ثمّ قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها، وأخذت منها فدك وزعمت أنّه فيء للمسلمين.
وقد قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : البيّنة على المدّعي واليمين على المدّعى عليه، فرددت قول رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : البيّنة على مَن ادّعى واليمين على مَن اُدّعي عليه. قال: فدمدم الناس وأنكر بعضهم(٣) وقالوا: صدق والله عليّ، ورجع عليعليهالسلام إلى منزله، قال: ودخلت فاطمةعليهاالسلام المسجد فطافت على قبر أبيها وهي تقول:
قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثةٌ(٤) | لو كنت شاهدها لم تكثر الخطبُ |
الأبيات.
قال: فرجع أبو بكر وعمر إلى منزلهما، وبعث أبو بكر إلى عمر فدعاه، ثم قال له: أما رأيت مجلس عليّ منّا في هذا اليوم، لئن قعد مقعداً مثله
____________________
(١) الأحزاب: ٣٣.
(٢) قد قبضته خ ج.
(٣) في الاحتجاج: فدمدم الناس فأنكروا ونظر بعضهم إلى بعض.
(٤) الهنبثة: الصوت الخفي. وهذا بيت من ثلاثة يُنسب لهند بنت أثاثة تمثّلت بهاعليهاالسلام في ذلك الموقف. وفي بعض النسخ: وهينمة، وهي بنفس المعنى.