27%

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان حقيقاً عليه أن يحدث لله شكراً، وهذا علي بن أبي طالب، الصخرة الصمّاء التي لا ينفجر ماؤها إلاّ بعد كسرها، والحيّة الرقشاء التي لا تجيب إلاّ بالرقى، والشجرة المرّة التي لو طليت بالعسل لم تنبت إلاّ مرّاً، قتل سادات قريش فأبادهم وألزم آخرهم العار ففضحهم، فطب نفساً، فلا تغرّنك صواعقه ولا يهولنّك رواعده وبارقه، فإنّي أسدّ بابه قبل أن يسدّ بابك، فقال له أبو بكر: ناشدتك الله يا عمر لما أن تركتني من أغاليطك وتربيدك.

فو الله لو همّ [ ابن أبي طالب ] بقتلي وقتلك لقتلنا بشماله دون يمينه، ما ينجينا منه إلاّ ثلاث خصال، إحداها: أنّه واحد لا ناصر له، والثانية: أنّه يتبع(١) فينا وصيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والثالثة: فما من هذه القبائل أحد إلاّ وهو يتخضمه كتخضم ثنيّة الإبل أوان الربيع، فتعلم لولا ذلك لرجع الأمر إليه ولو كنّا له كارهين، أما إنّ هذه الدنيا أهون عليّ من لقاء أحدنا الموت الخ(٢) .

ذكر خطبة فاطمة الزهراءعليها‌السلام في مسجد أبيها (ص)

الاحتجاج، روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائهعليه‌السلام ، أنّه لما أجمع أبو بكر [ وعمر ] على منع فاطمةعليها‌السلام فدكاً وبلغها ذلك، لاثت(٣) خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها(٤) وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم.

____________________

(١) ينتهج خ م.

(٢) الاحتجاج: ج١ ص١٢٧ - ١٣١ - ١٤٥، وأيضاً أخرجه العلاّمة المجلسي ( ره ) في البحار: ج٨ ط ق ص٩٤ مع مزيد بيان منه في عباراته فراجع هناك.

(٣) لاثت خمارها: أي لفّته.

(٤) والجلباب: الرداء والإزار.