9%

فصل

بعث زينب بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بفداءٍ لأبي العاص زوجها

رُوي عن أرباب السِيَر ونقلة الآثار، أنّه لما سارت قريش إلى بدر، سار أبو العاص ابن أخت خديجة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معهم، فأُصيب في الأسرى يوم بدر، فأُتي به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان عنده مع الأُسارى، فلمّا بعث أهل مكّة في فداء أُساراهم، بعثت زينب في فداء أبي العاص - بعلها - بمال، وكان فيما بعثت به قلادة كانت لخديجة أُمّها (رضي الله عنها)، أدخلتها بها على أبي العاص ليلة زفافها عليه، فلمّا رآها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رقّ لها رقّةً شديدة وقال للمسلمين: إن رأيتم أن تطلقوا أسيرها وتردّوا عليها ما بعثت به من الفداء فافعلوا، فقالوا: نعم يا رسول الله، نفديك بأنفسنا وأموالنا، فردّوا عليها ما بعثت به وأطلقوا لها أبا العاص بغير فداء(١) .

قال ابن أبي الحديد: قرأت على النقيب أبي جعفر يحيى ابن أبي زيد البصري العلوي هذا الخبر فقال: أترى أبا بكر وعمر لم يشهدا هذا المشهد؟!! أما كان يقتضي التكرّم والإحسان أن يطيّب قلب فاطمةعليها‌السلام بفدك ويستوهب لها من المسلمين؟ أتقصر منزلتها عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من

____________________

(١) بحار الأنوار: ج١٩ ص٣٤٩.