9%

بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلةً بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة.

وكانت ترثي أباها وتقول:

ماذا على مَن شمّ تربة أحمدٍ

أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا

صُبّت عليَّ مصائبٌ لو أنّها

صُبّت على الأيّام صرن لياليا(١)

وتقول أيضاً:

إذا مات يوماً ميّتٌ قلَّ ذكره

وذكر أبي مذ مات والله أزيد

تذكّرت لما فرّق الموتُ بيننا

فعزّيت نفسي بالنبيّ محمّد

فقلت لها إنّ الممات سبيلنا

ومَن لم يمت في يومه مات في غد

وتقول أيضاً:

إذا اشتدّ شوقي زرت قبرك باكياً

أنوح وأشكو لا أراك مجاوبي

فيا ساكن الصحراءِ(٢) علّمتني البكا

وذكرك أَنساني جميع المصائبِ

فإن كنت عنّي في التراب مُغَيَّباً

فما كنتَ عن قلبي الحزين بغائبِ

وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام اغتسل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قميصه، فكانت فاطمةعليها‌السلام تقول: أرني القميص، فإذا شمّته غشي عليها، فلمّا رأى ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام غيّبه(٣) .

بكاؤها عند استماع ذكر أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله في الأذان

وروي أنّها قالت ذات يوم: إنّي أرغب أن أسمع صوت مؤذّن أبي

____________________

(١) وفي هامش نسخة المطبوع من الكتاب عن المؤلِّف ( ره ): قال قال المحقّق في المعتبر والشهيد في الذكرى: رُوي أنّها أخذت قبضة من تراب قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعته على عينها وقالت: ماذا الخ.

(٢) ( الغبراء - خ ل ).

(٣) البحار: ج٤٣ ص١٥٧.