بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلةً بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة.
وكانت ترثي أباها وتقول:
ماذا على مَن شمّ تربة أحمدٍ | أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا | |
صُبّت عليَّ مصائبٌ لو أنّها | صُبّت على الأيّام صرن لياليا(١) |
وتقول أيضاً:
إذا مات يوماً ميّتٌ قلَّ ذكره | وذكر أبي مذ مات والله أزيد | |
تذكّرت لما فرّق الموتُ بيننا | فعزّيت نفسي بالنبيّ محمّد | |
فقلت لها إنّ الممات سبيلنا | ومَن لم يمت في يومه مات في غد |
وتقول أيضاً:
إذا اشتدّ شوقي زرت قبرك باكياً | أنوح وأشكو لا أراك مجاوبي | |
فيا ساكن الصحراءِ(٢) علّمتني البكا | وذكرك أَنساني جميع المصائبِ | |
فإن كنت عنّي في التراب مُغَيَّباً | فما كنتَ عن قلبي الحزين بغائبِ |
وكان أمير المؤمنينعليهالسلام اغتسل النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في قميصه، فكانت فاطمةعليهاالسلام تقول: أرني القميص، فإذا شمّته غشي عليها، فلمّا رأى ذلك أمير المؤمنينعليهالسلام غيّبه(٣) .
وروي أنّها قالت ذات يوم: إنّي أرغب أن أسمع صوت مؤذّن أبي
____________________
(١) وفي هامش نسخة المطبوع من الكتاب عن المؤلِّف ( ره ): قال قال المحقّق في المعتبر والشهيد في الذكرى: رُوي أنّها أخذت قبضة من تراب قبر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فوضعته على عينها وقالت: ماذا الخ.
(٢) ( الغبراء - خ ل ).
(٣) البحار: ج٤٣ ص١٥٧.