أبي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما، قال: فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثّبور وقال: ليت أُمّي لم تلدني(١) .
فقال عمر: عجباً للناس كيف ولّوك أمورهم؛ وأنت شيخ قد خرفت، تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها، وما لمن غضب امرأة، وقاما وخرجا(٢) .
فلمّا خرجا، قالت فاطمةعليهاالسلام لأمير المؤمنينعليهالسلام : قد صنعت ما أردت؟ قال: نعم، قالت: فهل أنت صانع ما آمرك؟ قال: نعم، قالت: فإنّي أنشدك الله أن لا يصلّيا على جنازتي ولا يقوما على قبري(٣) .
وروي أنّها قالت لأسماء بنت عميس: إنّي قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمـَن رأى، وقالت: إنّي نحلت وذهب لحمي، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني، قالت أسماء: إنّي إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً، أفلا أصنع لك، فإن أعجبك أصنع لك؟ قالت: نعم، فدعت بسرير فاكبَّته لوجهه ثم دعت بجرائد فشدّته على قوائمه، ثم جلّلته ثوباً، فقالت هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت (سلام الله عليها): اصنعي لي مثله أُستريني، سترك الله من النّار(٤).
ورُوي أنّها لما رأت ما صوّرته أسماء تبسّمت. وما رؤيت مبتسمة إلاّ يومئذٍ، وقالت: ما أحسن هذا وأجمله لا تُعرف به المرأة من الرجل(٥) .
في الاحتجاج، قال سويد بن غفلة: لما مرضت سيّدتنا فاطمةعليهاالسلام
____________________
(١) ن. م: ج٤٣ ص١٩٩.
(٢) البحار: ج٤٣ ص٢٠٤.
(٣) لم يوجد في البحار والعوالم عبارة المتن بعينها ولكن مضمونه موجود متواتر.
(٤) العوالم: ج٦ ص٢٩١. البحار: ج٤٣ ص٢١٣.
(٥) كشف الغمّة: ج١ ص٥٣ - ٥٤، وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري: ص٥٣.