9%

فصل

وصيّتها لعليٍّعليهما‌السلام لإخفاء قبرها

عن روضة الواعظين، وغيره: مرضت فاطمةعليها‌السلام مرضاً شديداً، ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفّيت (صلوات الله عليها)، فلمّا نُعيت إليها نفسها، دعت أُمّ أيمن وأسماءِ بنت عميس، ووجّهت خلف عليعليه‌السلام وأحضرته، فقالت: يا ابن عم، إنّه قد نُعيت إليَّ نفسي، وإنّني لا أرى ما بي إلاّ أنّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أُوصيك بأشياء في قلبي. قال لها عليعليه‌السلام : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله، فجلس عند رأسها وأخرج مَن كان في البيت، ثم قالت:

يا ابن عمّ، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني، فقال: معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبرّ وأتقى وأكرم، وأشدّ خوفاً من الله أن أوبّخك بمخالفتي، قد عزّ عليّ مفارقتك وتفقّدك ( فقدك - خ ل )، إلاّ أنّه أمر لا بدّ منه، واللهِ جدّدت عليَّ مصيبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزيّة لا خلف لها، ثم بكيا جميعاً ساعة، وأخذ عليعليه‌السلام رأسها وضمّها إلى صدره، ثم قال: أوصيني بما شئت فإنّك تجديني أمضي فيها كما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري، ثم