قال السيّد ابن طاووس في كشف المحجّة في كلام له في أنّ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأمير المؤمنينعليهالسلام لم يكونا فقيرين، وأنّ الزهد لا يشترط فيه أن يكون مع الفقر، ما هذا لفظه: وقد وهب جدّك محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم أمّك فاطمةعليهاالسلام فَدَكاً والعوالي من جملة مواهبه، وكان دَخْلُها في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة، وفي رواية غيره سبعين ألف دينار، انتهى(١) .
أقول : اختلفت الأقوال في مدّة مكث فاطمة (صلوات الله عليها) بعد وفاة النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالمكثر يقول: ستة أشهر، والمقلّل يقول: أربعين يوماً، والذّي أختاره: أنّها مكثت بعد أبيها (صلوات الله عليهما وآلهما) خمسة وتسعين يوماً، وقُبضت في ثالث جمادي الآخرة.
وروى محمد بن جرير الطبري الإمامي، بسندٍ معتبرٍ عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليهالسلام ، قال: قُبضت فاطمةعليهاالسلام في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون من سنة إحدى عشرة من الهجرة، وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى عمر نكزها(٢) بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسّناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها، الخ(٣) .
____________________
= ٩، ٣ باب الوقوف والصدقات: ج٥٠، ومَن لا يحضره الفقيه: ٤، باب الوقف والصدقة الخ.
كلّها تصحيح وتعليق سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين، ط دار التعارف.
(١) كشف المحجّة: ص١٢٤.
(٢) في المصدر: لكزها، وهو أيضاً بمعنى ضربها.
(٣) دلائل الإمامة: ص٤٥.