فصل
في فضلها وجلالتها
كانت فاطمة (صلوات الله عليها) من أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير، وافتخر جبرئيل بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولنا أُمومة الأئمّةعليهمالسلام وعقب الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يوم القيامة، وهي سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين. وكانت أشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، تحكي شيمتها شيمته، وما تخرم مشيتها مشيته، وكانت إذا دخلت عليه، رحّب بها وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به وقبّلت يديه.
وكان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يكثر تقبيلها، وكلّما اشتاق إلى رائحة الجنّة يشمّ رائحتها وكان يقول: ( فاطمة بضعة منّي مَن سرّها فقد سرّني، ومَن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ الناس إليّ )(١) ! إلى غير ذلك ممّا يكشف عن كثرة محبّتهصلىاللهعليهوآلهوسلم لها، كندائه إيّاها بـ ( يا حبيبة أبيها ).
____________________
(١) البحار: ج٤٣ ص٢٣ ح١٧. وقد ورد بعبارات متفاوتة لكنّها متواترة المعنى فراجع مستدرك الحاكم ٣/ ١٥٣، والحافظ الطبراني في المعجم الكبير، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٥/ ٥٢٢، وذخائر العقبى للطبري، والتذكرة لسبط ابن الجوزي، والإصابة لابن حجر ٤/ ٣٦٦، وغيرها كثير.