فصل
قال الشيخ في تلخيص الشافي، والطبرسي في الاحتجاج، وابن أبي الحديد في شرح النهج، عن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري ما ملخّصه: إنّه لما قبض رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة وأخرجوا سعد بن عبادة ليولّوه الخلافة، وكان مريضاً، فخطبهم ودعاهم إلى إعطائه الرياسة والخلافة، فأجابوه بأجمعهم، ثم ترادَّوا الكلام فقالوا: [ إن أبت مُهاجرة قريش فقالوا ] نحن المهاجرون وصحابة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الأوّلون وعشيرته وأولياؤه فعلام تنازعوننا الأمر من بعده؟ قالت طائفة منهم: فإنّا نقول إذاً: منّا أمير ومنكم أمير، ولن نرضى بدون هذا أبداً. فقال سعد بن عبادة حين سمعها: هذا أوّل الوهن.
وسمع عمر الخبر، فأرسل إلى أبي بكر أن اخرج إليّ، فأرسل إليه أنّي مشتغل. فأرسل عمر ثانياً إليه أن قد حدث أمر لا بدّ لك من حضوره، فخرج إليه فقال: أما علمت أنّ الأنصار قد اجتمعت في سقيفة بني ساعدة، يريدون أن يولّوا هذا الأمر سعد بن عبادة، وأحسنهم مقالة مَن يقول: منّا أمير ومنكم أمير؟ ففزع أبو بكر أشدّ الفزع وخرجا مسرعين إلى السقيفة ومعهما أبو عبيدة بن الجرّاح، فجاءوا وفي السقيفة خلق كثير، فقال عمر بن الخطاب: أتيناهم وقد كنت زوّدت كلاماً أردت أن أقوم به فيهم، فلمّا اندفعت إليهم ذهبت لأبتدئ المنطق فقال لي أبو بكر: رويداً حتّى أتكلّم. ثم انطق بعد بما