9%

فصل

فيما أخذ عمر من بيعة الناس لأبي بكر

روى ابن أبي الحديد وسليم بن قيس عن البراء بن عازب، قال: لم أزل لبني هاشم محبّاً، فلمّا قُبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحُزن لوفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكنت أتردّد إلى بني هاشم وهم عند النبيّ في الحجرة، وأتفقّد وجوه قريش، فإنّي لكذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر، وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول: وقد بُويع أبو بكر، فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأُزر الصنعانيّة، لا يمرُّون بأحدٍ إلاّ خبطوه وقدّموه، فمدُّوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت أشتدُّ حتّى أتيت بني هاشم(١) والباب مغلق عنهم، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر ابن أبي قحافة، فقال العباس: تَرِبَتْ أيديكم إلى آخر الدهر(٢) .

قال صاحب الاحتجاج، وابن قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة، وغيرهما: فلمّا فرغ أمير المؤمنينعليه‌السلام من أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جلس في

____________________

(١) حتى انتهيت إلى بني هاشم خ م.

(٢) شرح ابن أبي الحديد: ج١ ص٢١٩. تربت أيديكم: أي افتقرت ولا أصابت خيراً.