6%

الأذان الذي يكرره الإنسان في اليوم والليلة، ولكن لمّا أوصد سلطان الضلال الأبواب على الأئمةعليهم‌السلام كما تشهد به جدران الحبوس وقعر السجون المظلمة لم يجد الإمام بدّاً من اختيار هذا النحو من البيان لعلمه بتأثير كلامه في نفوس الشيعة وقيامهم بما يأمرهم به في كلّ الأحوال، وأهمّها حال الأذان، لأنّه وجه العبادة ومفتاح الأصول إلى ساحة الجلال الإلهي، وهذا لطفٌ من إمام الأمةعليه‌السلام بشيعته لينالوا الدرجات العالية وأقصى المثوبات، ومن هنا يمكن دعوى اتّصال سيرة العلماء والمتديّنين على الجهر بالولاية في الأذان في صلواتهم بزمان المعصومعليه‌السلام ، وهذه السيرة من العلماء مع العمومات الآمرة بالولاية في كلّ الأحوال في السرّ والعلانية تصدّ دعوى البدعة، فالشهادةُ بالولاية لأمير المؤمنين في الأذان والإقامة ممّا لا ريب في رجحانه(١) .

٨٨ - السيّد الحكيم (ت ١٣٩٠ هـ)

قال السيّد الحكيم في(المستمسك) :

 الظاهر منالمبسوط إرادة نفي المشروعية بالخصوص، ولعلّه أيضاً مراد غيره، لكنّ هذا المقدار لا يمنع من جريان قاعدة التسامح على تقدير تماميتها في نفسها، ومجرّد الشهادة بكذب الراوي لا يمنع من احتمال الصدق الموجب لاحتمال المطلوبية، كما أنّه لا بأس بالإتيان به بقصد الاستحباب المطلق؛ لما في خبرالاحتجاج (إذا قال أحدكم: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، فليقل:

____________________

(١) سر الإيمان، للمقرم: ٧٥ - ٧٦.