3%

إشكالان:

أورد بعض الكتّاب إشكالين على خبرالاحتجاج :

أحدهما: إذا صحّ الالتزام بخبرالاحتجاج فعليكم التقيد بالنص الوارد فيه: (من قال: محمد رسول الله، فليقل: علي أمير المؤمنين)، فلماذا تقولون: (أشهد أن عليّاً ولي الله) وتضيفون إليه: (وأولاده المعصومين حجج الله)، أليست هذه الإضافة وهذا التغيير عدم تَعَبُّد بالنص؟!

ثانيهما: إذا أخذتم بخبرالاحتجاج فعليكم أن تقولوها مرّة واحدة، لأنّ التكليف يسقط به، فما السرّ في الإتيان بها مرّتين في الأذان.

أما الجواب عن الإشكال الأول، فيكون من عدة وُجُوه:

الأوّل: قد يصحّ ما قلتموه إذا اعتبرنا ذلك من أجزاء الأذان، لكنّنا أثبتنا في الصفحات السابقة أنّا لا نأتي بها على نحو الجزئية والأخذ بها من باب التوقيفيّة، بل كُلّ ما في الأمر هو الإشارة إلى محبوبيّتها عند الشارع ورجحانها عنده.

الثاني: أنّ الصفة الغالبة في الروايات التي جاءت في عليّ تحمل كلمة (ولي الله)، فنحن نأتي بهذا القيد تعبداً بتلك النصوص.

الثالث: أنّ حسنة ابن أبي عمير، عن الكاظمعليه‌السلام ، سمحت لنا بفتح جملة (حيّ علي خير العمل) بأيّ شكل كان مع حفظ المضمون، وقد فتحت بصيغ مختلفة، فأهل الموصل كانوا يقولون (محمد وعلي خير البشر)(١) ، وهو عمل الشيعة في مصر أيّام الدولة الفاطمية(٢) ، وأهل حلب أيّام الدولة الحمدانية(٣) ، أما أهل القطيعة في بغداد كما حكاه التنوخي عن أبي الفرج الأصفهاني فكانوا يقولون

____________________

(١) المسائل الميافارقيات للسيّد المرتضى المطبوع مع كتاب جواهر الفقه لابن البراج: ٢٥٧ المسألة ١٥.

(٢) أخبار بني عبيد: ٥٠.

(٣) زبدة الحلب في تاريخ حلب ١: ١٥٩ - ٦٠.