مسألة الخلافة لديهم ، ولما رووه صحيحاً عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ الخلافة من بعده ثلاثون عاماً ، ثم تكون ملكاً عضوضاً من جهة أخرى إنّ رفض هذه النصوص لا تسمح به القوّة السنَدية التي تملكها ؛ وعلى هذا الأساس تباينت الآراء وتناقضت التفاسير حول هذه الحقيقة وتضاربت التصريحات والردود بعضها مع البعض الآخر ، فتجدهم تارة يعبّرون بـ ( وقع لي فيه شيء ) أو ( قيل ) أو ( الذي يغلب على الظن ) ، أو ( والله أعلم بمراد نبيّه ) ، وإكثارهم من قول ( والله أعلم ) بين الحين والآخر ، ممّا يكشف عن تخبّطهم ، وحيرتهم في تفسير حديث الخلفاء تفسيراً واقعياً صحيحاً، وإليك أبرز تلك المحاولات التفسيرية :
محاولات أهل السنّة في تفسير حديث الخلفاء
قال : ( فعددنا بعد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم اثني عشر أميراً فوجدنا أبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً والحسن ومعاوية ويزيد ومعاوية بن يزيد ، ومروان وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وسليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك ومروان بن محمد بن مروان والسفاح ) إلى أن قال : ( وإذا عددنانهم اثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان ، وإذا عددناهم بالمعنى كان معنا منهم خمسة : الخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز ، ولم أعلم للحديث معنى !! )(١) .
ـــــــــــــ
(١) شرح صحيح الترمذي ، ابن العربي : ج ٩ ص ٦٨ .