منابع علومهم عليهمالسلام
هي مصادر ومتون الشريعة
( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ الله رَمَى )
قال تعالى: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) (1) .
والبحث في هذه الآيات هو أحد أُمّهات البحوث في معرفة النبوّة، وقد استدلّ بها فريق المثبتين لصلاحيته صلىاللهعليهوآله لدور التشريع التابع لتشريع اللَّه، كما استدلّ بها النافون لهذا الدور والمقام.
وقد استدلّ بها كثير من العامّة لحصر عصمة النبوّة في التبليغ دون بقية الأفعال والشؤون، وهذه الدعوى منهم مبنية على التفكيك بين شخصية النبوّة فيه صلىاللهعليهوآله ، وشخصية شؤونه الأُخرى، وعلى تعدّد حيثيات شخصيته صلىاللهعليهوآله ، ومن ثمّ تعدّد حيثيات شؤونه، وبالتالي انقسام أقواله وأفعاله إلى ما يرتبط بالشريعة، وإلى ما لا صلة له بالشريعة، وهذه النظرة إلى شخصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله قد أصبحت عندهم من المسلّمات (2) ، وهي بعيدة تمام البعد عن حقيقة شخصيّة النبيّ؛ فإنّ حقيقة تكوين
____________________
1) سورة النجم: 1 - 5.
2) وزيّفت موارد مفتراة على النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قد أخطأ، كقضية أُسارى بدر، وتأبير النخل، وغيرها = [ تتمة الفهرس في الصفحة التالية ]