فانظروا إليه، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت.
وحدّثني رجل من أصحابنا عن بعض الطالبيين: انه نودي عليه: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة(١) انه لا يموت، فانظروا إليه، فنظروا.
قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش رحمه الله، فوقع قبره إلى جانب قبر رجل من النوفليين يقال له: عيسى بن عبدالله".
قول أحمد بن أبي يعقوب
٤ ـ قال أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكتاب العباسي المعروف باليعقوبي، في كتابه المعروف بتاريخ اليعقوبي صادر بيروت، صفحة ٤١٤ ـ ٤١٥:
"وتوفى موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد يقال لها حميدة ـ سنة ١٨٣، وسنة ثمان وخمسون سنة.
وكان ببغداد في حبس الرشيد قبل السندي بن شاهك، فأحضر مسروراً الخادم وأحضر القواد والكتاب والهاشميين والقضاة ومن حضر ببغداد من الطالبيين، ثم كشف عن وجهه فقال لهم: اتعرفون هذا؟ قالوا نعرفه حق معرفته، هذا موسى بن جعفر، فقال هارون: أترون أن به اثراً وما يدل على اغتيال؟ قالوا: لا.
ثم غسل وكفن واخرج ودفن في مقابر قريش في الجانب الغربي.
وكان موسى بن جعفر من أشد الناس عبادة.
وكان قد روى عن أبيه.
قال الحسن بن أسد: سمعت موسى بن جعفر يقول: ما أهان الدنيا قوم قط إلاّ هناهم الله إياها وبارك لهم فيها، وما أعزها قوم قط إلاّ نغّصهم الله إياها.
وقال: إن قوماً يصحبون السلطان يتخذهم المؤمنون كهوفاً، فهم الآمنون
ــــــــــــــــــــ
(١) الذين زعموا بأن موسى بن جعفرعليهالسلام هو المهدي فرقة من الشيعة انقرضوا، ولم يدم بقاؤهم إلاّ قليلا.