احببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وان أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في إليك.
قال فمضيت إلى الحبس لاخرجه، فلما رآني موسى وثب إلي قائماً وظن اني قد امرت فيه بمكروه، فقلت: لا تخف، وقد امرني أمير المؤمنين باطلاقك وان ادفع اليك ثلاثين الف درهم وهو يقول لك: ان احببت المقام قبلنا فلك ما تحب، وان احببت الانصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك مطلق إليك، واعطيته الثلاثين ألف درهم، وخليت سبيله.
وقلت: لقد رأيت من أمرك عجباً، قال: فاني اخبرك: بينما أنا نائم اذ أتاني النبيصلىاللهعليهوآله فقال: يا موسى حبست مظلوماً، فقال هذه الكلمات فانك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقلت: بأبي وأمي ما أقول؟ فقال: قل: يا سامع كل صوت(١) ، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت، اسألك باسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليماً ذا اناة لا يقوى على اناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً فرج عني، فكان ماترى".
قول الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي
٦ ـ قال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المتوفى سنة ٤٦٣، في كتابه تاريخ بغداد أو مدينة السلام، الطبعة الأولى ١٣٤٩هـ، الموافق ١٩٣١م، مكتبة الخانجي بالقاهرة والمكتبة العربية ببغداد، ج١٣ ص٢٧ ـ ٣٢:
)موسى بن جعفر الهاشمي) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي.
يقال انه ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة تسع وعشرين
ــــــــــــــــــــ
(١) في نسخة: يا سامع الصوت.