يا بني قل الحق لك وعليك وإياك والنميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، يا بني ان طلبت الجود فعليك بمعادنه".
قول سبط بن الجوزي
١١ ـ قال شمس الدين يوسف بن مرغلي المعروف بسبط بن الجوزي، المتوفى سنة ٦٥٤، في كتابه تذكرة الخواص، طبع مؤسسة أهل البيتعليهمالسلام بيروت
١٤٠١هـ، ص٣١٢ ـ ٣١٥:
"فصل في ذكر ولده (أي جعفر) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهمالسلام .
ويلقّب بالكاظم والمأمون والطيب والسيد، وكنيته أبو الحسن، ويدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وامه أم ولد اندلسيه، وقيل بربريه، اسمها حميدة.
وكان موسى جواداً حليماً، وانما سمي الكاظم لانه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث إليه بمال.
ومولده بالمدينة سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة وهو من الطبقة السابعة من أهل المدينة من التابعين.
اخبرنا أبو محمد البزاز، أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا محمد بن عبدالملك والمبارك بن عبدالجبار الصيرفي قالا: أنبأنا عبدالله بن أحمد بن عثمان أنبأنا محمد بن عبدالرحمن الشيباني: ان علي بن محمد بن الزبير البجلي حدّثهم قال: حدّثنا هشام بن حاتم الأصم عن أبيه قال: حدّثني شقيق البلخي قال: خرجت حاجاً في سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل بشملة، في رجليه نعلان وقد منفرداً عن الناس.
فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس والله لأمضين إليه ولابخنه، فدنوت منه، فلمّا رآني مقبلا قال: يا شقيق( اجتنوبا كثيراً من الظن ) (١) الآية، فقتل في نفسي: هذا عبد صالح قد نطق على ما في خاطري، لالحقنه ولاسألنه أن يحالني، فخاب عن عيني.
فلما نزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر، فقلت
ــــــــــــــــــــ
(١) الحجرات ٤٩: ١٢.