5%

٣ـ التوسّل بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد البعثة

ألف) أعرابي يستسقي بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وقد كان استسقاء أبي طالب بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو غلام موضع رضا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما هو صريح بعض الروايات ، فعن أنس بن مالك قال : ( جاء أعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، لقد أتيناك وما لنا صبي يغط ولا بعير يئط ، وأنشد :

أتيناك والعـذراء تدمـي لبانهــا

وقد شغلت أُمّ الصبي عـن الطفـلِ

وألقى بكفّيـه وخرّ استــكانـةً

من الجوع موتاً ما يمر وما يحلي

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العامي والعلهز الغسلِ

ولـيس لنـا إلاّ إلــيك فــرارنـا

وأين فـرار النـاس إلاّ إلى الـرسـلِ

فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر ، ثم رفع يديه إلى السماء ، فقال : اللّهمّ اسقنا غيثاً ، مغيثاً ، غدقاً ، طبقاً ، نافعاً غير ضار ، عاجلاً ، غير رايث ، وكذلك تخرجون ، قال : فما ردّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يديه حتى التقت السماء بأبراقها وجاء أهل البطحاء يضجّون الغرق ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهمّ حوالينا ولا علينا ، فانجاب السحاب حتى أحدق بالمدينة كالإكليل ، فضحك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : لله در أبي طالب لو كان حيّاً قرّت عيناه ، من ينشدنا قوله ؟ فقال علي : أنا يا رسول الله ، لعلك تريد :

وَأَبيَضَ يُستَسقى الغَمامُ بِوَجهِهِ

ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ لِلأَرامِلِ

يَلوذُ بِهِ الهُلاّكُ مِن آلِ هاشِمٍ

فَهُم عِندَهُ في رَحمَةٍ وَفَواضِلِ

ــــــــــــــ

(١) الملل والنحل ، الشهرستاني : ص ٢٣٧ ـ ٢٣٨ .