تضعيف الأحاديث الخاصة بالتوسّل ـ يقول حول هذا الحديث : ( لا شك أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور ولا ريب أنّ ارتداد بصر الأعمى بدعاء رسول الله )(١) .
وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري(٢) .
أمّا دلالة الحديث : فهو واضح الدلالة على أنّ الأعمى توسّل بذات النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بتعليم منهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو وإن طلب من النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم الدعاء له ، إلاّ أنّ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم علّمه دعاء تضمّن التوسّل بذات النبي ، فهذا الحديث من أمتن الأدلة وأصرحها على جواز التوسّل بذات النبي ، ومن أبرز الجمل الصريحة فيه هي :
أ ـ ( اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك ) ، فإنّ التوجّه بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم الوارد في هذا الدعاء معناه التوجه بذات النبي المقدسة وشخصيته الكريمة ، ولا يمكن تقدير كلمة ( دعاء ) لتكون الجملة أتوجه إليك بدعاء نبيك ؛ خلاف الظاهر وتحكم بلا دليل ، بل إنّ هذا الدعاء الذي علّمه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم للرجل الضرير( اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك ) ، هو نفس مضمون الآية المباركة( وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ) .
ب ـ ( محمد نبي الرحمة ) وهذه الجملة تؤكّد أنّ المقصود من السؤال من الله بواسطة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وشخصيته ، حيث جاءت هذه الجملة ( محمد نبي الرحمة ) بعد كلمة نبيك .
ج ـ جملة ( يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي ) وهذه الجملة تدل على أنّ الرجل حسب تعليم الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم اتخذ النبي نفسه وسيلة لدعائه أي أنّه توسّل بذات النبي لا بدعائه .
د ـ ( وشفّعه فيّ ) : أي يا رب ، اجعل النبي شفيعي وتقبل شفاعته في حقّي ، وليس معناه تقبل دعاءه في حقّي .
هناك موارد عديدة ذكر فيها توسّل الصحابة وغيرهم بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم منها الموارد التالية :
روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمّه عثمان بن حنيف : ( أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في
ــــــــــــــ
(١) الوهابية في الميزان ، السبحاني : ص١٦٥ .
(٢) المستدرك ، الحاكم : ج١ ص٥٢٧ .