5%

وللإجابة على ذلك نقول :

١ـ القرآن يشهد على حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قال تعالى :( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ) (١) ، ومن الواضح أنّ هذه الدعوة عامة لجميع المسلمين في كل زمان ، فإطلاق الآية شامل لحياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل وفاته وبعدها ، وتخصيصها بحياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الموت ، تحكم بلا دليل .

والشاهد على عموم الآية هو وقوع الفعل( جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ ) في سياق الشرط يفيد العموم ؛ لأنّ الفعل في معنى النكرة لتضمّنه مصدراً منكراً ، والنكرة الواقعة في سياق النفي والشرط تفيد العموم .

وقال تعالى :( لتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٢) فالآية المباركة صريحة في أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشهد أعمال أُمّته في الدنيا قبل وبعد وفاته .

وقال تعالى :( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (٣) ، فالآية مطلقة ، فلا تختص بحياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين ، بل شاملة لرؤيا أعمال أُمّته

ــــــــــــــ

(١) النساء :٦٤ .

(٢) البقرة : ١٤٣ .

(٣) التوبة : ١٠٥ .