16%

في حياته وبعد رحيلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما أنّ ذلك يتناسب مع مضمون الآية :( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ) (١)

وقال تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ) (٢) .

أخرج القرطبي في تفسيره في ذيل هذه الآية المباركة عن المنهال بن عمرو ، أنّه سمع سعيد بن المسيّب يقول : ( ليس من يوم إلاّ تعرض على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أُمّته غدوةً وعشيةً فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم ، فلذلك يشهد عليهم ، يقول الله تبارك وتعالى :( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ) )(٣) .

وقال في التذكرة : ( إنّ الأعمال تُعرض على الله تعالى يوم الخميس ويوم الاثنين ، وعلى الأنبياء والآباء والأُمّهات يوم الجمعة ولا تعارض ، فإنّه يحتمل أن يخص نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما يعرض كل يوم ، ويوم الجمعة مع الأنبياء )(٤) .

ولا شك أنّ الشهادة على الأعمال تقتضي أن يكون الشاهد حيّاً ، حاضراً ، عالماً ، شاعراً ، مطّلعاً على ظاهر أعمال الأُمّة وبواطنها .

٢ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسمع الصلاة عليه

لقد احتار ابن تيمية وأتباعه في توجيه الصلاة والتسليم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ــــــــــــــ

(١) الحج : ٧٨ .

(٢) النساء : ٤١ .

(٣) تفسير القرطبي : ج٥ ص١٩٨ .

(٤) التذكرة ، القرطبي : ص٢٩٤ .