في حياته وبعد رحيلهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أنّ ذلك يتناسب مع مضمون الآية :( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ) (١)
وقال تعالى : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ) (٢) .
أخرج القرطبي في تفسيره في ذيل هذه الآية المباركة عن المنهال بن عمرو ، أنّه سمع سعيد بن المسيّب يقول : ( ليس من يوم إلاّ تعرض على النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أُمّته غدوةً وعشيةً فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم ، فلذلك يشهد عليهم ، يقول الله تبارك وتعالى :( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً ) )(٣) .
وقال في التذكرة : ( إنّ الأعمال تُعرض على الله تعالى يوم الخميس ويوم الاثنين ، وعلى الأنبياء والآباء والأُمّهات يوم الجمعة ولا تعارض ، فإنّه يحتمل أن يخص نبيناصلىاللهعليهوآلهوسلم بما يعرض كل يوم ، ويوم الجمعة مع الأنبياء )(٤) .
ولا شك أنّ الشهادة على الأعمال تقتضي أن يكون الشاهد حيّاً ، حاضراً ، عالماً ، شاعراً ، مطّلعاً على ظاهر أعمال الأُمّة وبواطنها .
لقد احتار ابن تيمية وأتباعه في توجيه الصلاة والتسليم على النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم
ــــــــــــــ
(١) الحج : ٧٨ .
(٢) النساء : ٤١ .
(٣) تفسير القرطبي : ج٥ ص١٩٨ .
(٤) التذكرة ، القرطبي : ص٢٩٤ .