في الصلاة ، فإنّ المصلّي المسلم يصلّي ويسلّم على النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في كل يوم أكثر من خمس مرات ، فيقول :( اللّهمّ صلِّ على محمد وآل محمد ، السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، فإن كان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته لا يسمع توسّل المتوسّلين ومخاطبة الناس له وتسليمهم عليه ، فإنّ ذلك يترتّب عليه لغوية وعبثية مخاطبة المسلمين لهصلىاللهعليهوآلهوسلم في صلاتهم بقولهم :( السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، الذي تواتر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في تعليم كيفية التشهد في الصلاة(١) .
ومن غرائب وعجائب جهلهم ما نقله الشيخ أحمد زيني دحلان شيخ الشافعية في الدرر السنيّة في حديثه عن محمد بن عبد الوهاب ، قال : ( حتى أنّ بعض أتباعه كان يقول : عصاي هذه خير من محمد ؛ لأنّها ينتفع بها في قتل الحيّة ونحوها ، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع )(٢) ونقله أيضاً الشيخ الزهاوي شيخ الأحناف في العراق في كتابه ( الفجر الصادق )(٣) ، وهذه العقيدة هي الركن الأساس في تحريمهم التوسّل بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وبكل الأموات .
وفي هذا المقام نواجه كمّاً واسعاً من الروايات الصحيحة ، نذكر بعضها إجمالاً :
ــــــــــــــ
(١) صحيح البخاري : ج٢ ص٦٠ ؛ صحيح ابن حبان : ج٥ ص٢٧٥ .
(٢) الدرر السنية ، أحمد زيني دحلان : ص٤٢, مكتبة أيشيق ـ إستانبول ـ تركية ، ١٣٩٦ .
(٣) الفجر الصادق ، الزهاوي : ١٨ .