وهذا ما تؤكّده أعداد وافرة من الروايات ، منها هذه الرواية ، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال :( أفضل أيامكم يوم الجمعة ، وفيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ، فإنّ صلاتكم معروضة ، فقالوا : كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ ـ يقولون بليت ـ قال :إنّ الله تعالى حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم ) (١) ، وقال الشوكاني في نيل الأوطار : ( وقد ذهب جماعة من المحقّقين إلى أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم حي بعد وفاته ، وأنّه يسرّ بطاعات أُمّته ، وأنّ الأنبياء لا يبلون ، مع أنّ مطلق الإدراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى ، وقد صحّ عن ابن عباس مرفوعاً : ما من أحد يمرّ على قبر أخيه المؤمن ، وفي رواية : بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه ، إلاّ عرفه وردّ عليه ، ولابن أبي الدنيا : إذا مرّ الرجل بقبر يعرفه فيسلّم عليه ردّ عليه السلام وعرفه ، وإذا مرّ بقبر لا يعرفه ردّ عليه السلام ، وصح أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخرج إلى البقيع لزيارة الموتى ويسلّم عليهم ، وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء أنّهم أحياء يرزقون ، وأنّ الحياة فيهم متعلّقة بالجسد ، فكيف بالأنبياء والمرسلين ؟ وقد ثبت في الحديث : أنّ الأنبياء أحياء في قبورهم ، رواه المنذري وصحّحه البيهقي ، وفي
ــــــــــــــ
(١) مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج٤ ص٨ ؛ سنن الدارمي ، الدارمي : ج١ ص٣٦٩ ؛ سنن ابن ماجة ، ابن ماجه : ج١ ص٣٤٥ ؛ سنن أبي داود ، أبو داود السجستاني : ج١ ص٢٣٦ ؛ سنن النسائي : ج٣ ص٩٢ ؛ المستدرك ، الحاكم : ج١ ص٢٧٨ ، قال فيه : ( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ) ؛ تهذيب الكمال ، المزي : ج٣ ص٣٨٧ ، قال فيه : ( أخرجه أحمد وصحّحه ابن خزيمة وابن حبان ، والحاكم ووافقه الذهبي ، وحسنه الحافظان المنذري وابن حجر ) ؛ ميزان الاعتدال : ج٢ ص٩٩ ، قال فيه : ( ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته ) ؛ سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج٩ ص١٦٢ ، قال فيه : ( إسناده صحيح ) ؛ المغني ، ابن قدامة : ج٢ ص٢٠٨ .