الناس من الظلمات إلى نور الهداية ، وبسببهم ، وبواسطتهمعليهمالسلام حاز الكثير من المؤمنين المراتب العالية عند الله تعالى ، كما هو الحال في الشهداء الذين هم أحياء عند ربّهم يرزقون ، ومن الواضح أنّ الأنبياء والرسل لا سيّما النبي محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو أفضل الخلائق على الإطلاق ، والشهداء وغيرهم إنّما نالوا الذي نالوه بسبب النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وبواسطته ، فهو الذي سنّ لهم طريق الجهاد والتضحية والفداء بإذن الله تعالى ، وقد قالصلىاللهعليهوآلهوسلم :( مَن سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها ) (١) ، وكذا قالصلىاللهعليهوآلهوسلم :( مَن دعا إلى هدى كان له الأجر مثل أجور مَن يتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم آثام من يتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) (٢) .
صرّحت الآيات القرآنية بأنّ الشهداء أحياء عند ربّهم ، ولكنّ الناس لا يشعرون :
منها : قوله تعالى :( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم منْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ
ــــــــــــــ
(١) مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج٤ ص٣٦١ ؛ سنن الدارمي ، الدارمي : ج١ ص١٣ ؛ سنن ابن ماجة ، ابن ماجه : ج١ ص٧٤ ؛ السنن الكبرى ، البيهقي : ج٤ ص١٧٥ ؛ مجمع الزوائد ، الهيثمي : ج١ ص١٦٨ ، قال فيه : ( رواه الطبراني في المعجم الكبير ورجاله موثقون ) ؛ المعجم الكبير ، الطبراني : ج٢ ص٣١٥ .
(٢) صحيح مسلم : ج٨ ص٦٢ ؛ سنن الترمذي ، الترمذي : ج٤ ص١٤٩ ؛ مجمع الزوائد ، الهيثمي : ج١ ١٦٨ ، وقد عقد له باباً خاصاً صحح فيه الكثير من الروايات .