11%

عقروها وعتوا عن أمر ربّهم :( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) (١) ، حيث تبيِّن الآية بصراحة أنّهم بعدما هلكوا وأصبحوا في دارهم جاثمين ، وأنّ نبي الله صالحاًعليه‌السلام خاطبهم قائلاً :( لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) ولا معنى لمخاطبته لقومه إذا كانوا لا يسمعون .

ثانياً : مخاطبة نبي الله شعيبعليه‌السلام لقومه الهالكين

ذكر القرآن الكريم قصة أخرى لنبي آخر من الأنبياء ، وهي قصة نبي الله شعيبعليه‌السلام مع قومه ؛ إذ خاطبهم بعد أن عمّهم الهلاك ، كما في قوله تعالى :( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ) (٢) .

ثالثا : الأمر الإلهي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتكلّم مع الأنبياء السابقينعليهم‌السلام

فقد جاء في قوله تعالى لنبيّه الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) (٣) .

فنلاحظ أنّ الله تعالى يأمر نبيه الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسؤال الأنبياء الذين بعثوا من قبله ، وهذا يكشف عن حياتهم وسماعهم لمخاطبته وسؤاله لهم .

ــــــــــــــ

(١) الأعراف : ٧٨ـ ٧٩ .

(٢) الأعراف : ٩١ـ٩٣ .

(٣) الزخرف : ٤٥ .