5%

وعدكم ربّكم حقاً ؟ فإنّي قد وجدت ما وعدني ربّي حقاً ، فقال المسلمون : يا رسول الله ، أتنادي قوماً قد جيّفوا ؟ قال :ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوني ) (١) .

وعن أبى طلحة : ( إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش ، فقذفوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال ، فلمّا كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ، ثم مشى واتبعه أصحابه ، فقالوا : ما نرى يطلق إلاّ لبعض حاجته ، حتى قام على شفة الركى ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسرّكم أنّكم أطعتم الله ورسوله ، فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّاً ، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقّاً ؟ فقال عمر : يا رسول الله ، ما تكلّم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال : والذي نفس محمد بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم )(٢)

وعن ابن عمر قال : ( اطلع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أهل القليب ، فقال :وجدتم ما وعد ربكم حقّاً ، فقيل له : أتدعو أمواتاً ؟ فقال :ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون )(٣) .

خامساً : في حياة سائر الموتى

صرّحت الروايات المتضافرة والصحيحة بحياة سائر الموتى ، فضلاً عن الروايات التي تشير إلى انتفاع الميت بعمل الحيّ من دعاء وصدقة وغيرها ، وإليك بعض الشواهد على ذلك :

ــــــــــــــ

(١) تاريخ الطبري : ج٢ ص١٥٦ ؛ البداية والنهاية ، ابن كثير : ج٣ ص٣٥٧ .

(٢) صحيح البخاري ، البخاري : ج٥ ص٨ ؛ مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج٤ ص٢٩ ؛ صحيح ابن حبان ، ابن حبان : ج١١ ص٩٩ .

(٣) صحيح البخاري ، البخاري : ج ٢ ص ١٠١ .