والآيات تمدح المتوسّلين بأنّهم يبحثون عن الوسيلة الأقرب إلى الله تعالى ، ومن الواضح أنّ أقرب الناس وسيلة إلى الله تعالى هم محمد وأهل بيته الطاهرون ، كما دلّت على ذلك الروايات الصحيحة الواردة عن نبينا محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيتهعليهمالسلام :
فقد جاء عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه قال :( إنّ آدم لما اقترف الخطيئة ، فتلقّى من ربّه كلمات فتاب عليه ، وهذه الكلمات التي تلقّاها آدم فتاب الله عليه هي : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ) (١) .
وفي رواية أخرى إن آدمعليهالسلام قال :( اللّهمّ إنّي أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلاّ أنت ، عملت سوءً ، وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم ) (٢) .
وأخرج الحاكم في المستدرك عن عمر بن الخطاب ، أنّه قال : ( قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم :لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب ، أسألك بحق محمد لّما غفرت لي .
فقال الله : يا آدم ، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يا رب ، لأنّك لمّا
ــــــــــــــ
(١) الدر المنثور ، السيوطي : ج١ ص٦٠ ؛ شواهد التنزيل ، الحسكاني : ج١ ص١٠١ ؛ المناقب ، ابن المغازلي : ص٦٣ .
(٢) الدر المنثور ، السيوطي : ج١ ص٦٠ ؛ الفتوحات المكّيّة ، ابن عربي : ج٤ ص٥٠٩ .