١٣ ـ ( لأنّ النفل الزيادة وهو زائد على الفرض مع أنّه من شعائر الدين العامة )(١) .
١٤ ـ ( إنّ الختان سنّة وهو من شعائر الإسلام وخصائصه )(٢) .
١٦* ـ ( اللعان شعيرة من شعائر الإسلام )(٣) .
وهذا فضلاً عن أقوال علماء مذهب الإمامية الذين ذهبوا إلى تعميم الشعائر لجميع معالم الدين .
وخلاصة ما تقدّم من الآيات القرآنية والروايات وأقوال العلماء : إنّ الشعائر بمفهومها الشرعي لا تختص بمناسك الحج ، أو بخصوص العبادات ، وإنّما تشمل كلّ ما له دور في إظهار المعالم الأساسية والرئيسة في الشريعة ، ونشر أحكام الدين ، فلم يتصرّف الشارع في كيفية تطبيقها وتحقيقها خارجاً إلاّ في بعض الموارد ، إذن تبقى بعض المصاديق التطبيقية لمفهوم الشعائر على ما هي عليه في العرف ، كما هو الحال في البيع في قوله تعالى :( وَأَحَلّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرّمَ الرّبَا ) ، حيث ترك الشارع المقدّس تعيين أفراد ومصاديق حقيقة وماهيّة البيع إلى ما عليه العرف .
لأجل اتضاح المطلوب ينبغي الإشارة إلى حقيقة مهمة يذكرها علماء الأصول ، ويمكن تقريبها بمثال ، كما في الاحترام ، فإنّ الاحترام حكم أوّلي يحكم به العقل والشرع ، إلاّ أنّ مصاديقه وطرق التعبير عنه متغيّرة ومستجدة ، تتخذ أشكالاً مختلفة ومتنوعة ، فالبعض يستخدم القيام وسيلة وعلامة لإبداء الاحترام والتعظيم ، والبعض يجعل المصافحة باليد أو بالإيماء بالرأس أو السجود وسيلة لذلك ، إلاّ أنّ علم القانون ـ سواء الوضعي أم الشرعي ـ لا يعد هذه التغيرات في الأفراد والمصاديق تغيّراً في الحكم الأوّلي للاحترام .
ــــــــــــــ
(١) حاشية رد المحتار ، ابن عابدين : ج ١ ص ١١١ .
(٢) البحر الرائق : ج ٩ ص ٣٥٩ ؛ الدر المختار ، الحصكفي : ج ٧ ص ٣٤٢ .
* يبدو أنّ الرقم ١٦ في التسلسل غير صحيح وقد اكتفينا بالإشارة إلى ذلك [ الشبكة ] .
(٣) حاشية الدسوقي : ج ٢ ص ٤٦٤ .