قوله تعالى :( لَئِن لمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ) (١) .
ومن خلال التأمّل في الآيات الأنفة الذكر ، يتضح أنّ اللعن ـ الذي هو الطرد من رحمة الله تعالى ـ سنّة قرآنية إلهيّة على كل مَن يستحقه ، وهم الظلمة والطواغيت والعصاة لأمر الله تعالى ولو في موارد معينة .
لقد طفحت مصادر المسلمين بالروايات النبوية في صدور اللعن من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لبعض الناس ، سواء من الأمم السابقة أم من المسلمين الذين ارتكبوا بعض الذنوب منها :
قالصلىاللهعليهوآلهوسلم :( لعن الله اليهود ، حُرّمت عليهم الشحوم فجمّلوها فباعوها ) (٢) .
قالصلىاللهعليهوآلهوسلم :( لعن الله مَن لعن والديه ) (٣) .
وفي حديث آخر :( لعن الله مَن سبّ والديه ) (٤) .
ــــــــــــــ
(١) الأحزاب : ٦٠ ـ ٦١ .
(٢) صحيح البخاري ، البخاري : ج٤ ص٤٥ ؛ صحيح مسلم ، مسلم النيسابوري : ج٥ ص٤١ ؛ مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج١ ص٢٥ .
(٣) صحيح مسلم ، مسلم النيسابوري : ج٦ ص٨٥ ؛ مسند أحمد : ج١ص١٠٨ .
(٤) مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج١ ص١٠٨ ؛ صحيح ابن حبان : ج١٠ ص٢٦٥ ؛ شواهد التنزيل ، الحسكاني : ج٢ ص١٩٧ ؛ المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ج٤ ص٣٥٦ ، وغيرها .