الْكَاذِبِينَ ) (١) دعا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : ( اللّهمّ هؤلاء أهلي ، ثم( فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) أي نتضرّع في الدعاء [وإلى الله] فنقول : اللّهمّ العن الكاذب في شأن عيسى )(٢) .
إنّ عمرو بن العاص هجا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بتسعين قافية ، وفي رواية أخرى بسبعين بيتاً ، من الشعر ، فقالصلىاللهعليهوآلهوسلم :( إنّي لا أحسن الشعر ولكن ألعن عمرو بن العاص بكل قافية لعنة ) (٣) .
وأخرج صاحب جواهر المطالب أنّ الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم رأى ذات يومٍ أنّ معاوية يقود أباه وهو على جمل ، فقالصلىاللهعليهوآلهوسلم :( اللّهمّ العن الراكب والقائد والسائق ) (٤) .
إذن عندما نطالع الآيات القرآنية والسنّة النبوية التي تعرّضت لذكر اللعن والطوائف أو الأشخاص الذين يحملون صفات تجعلهم من عداد المستحقين للّعن ؛ نجد أنّ آيات القرآن الكريم صريحة بهذه الحقيقة ، فهناك ما يقرب من ثمانية وثلاثين مورداً جاء فيه مادة اللعن ، مضافاً إلى أضعاف هذا العدد في السنّة النبوية ، وكلها جاءت مشفوعة بالأسباب التي أدّت إلى توجّه اللعن إليهم .
وعند التأمّل في ما سلف من الآيات والروايات الواردة في اللعن ، نلمس أنّها في صدد تذكيرنا بضرورة التنفّر من أعمال الظلمة والفاسقين والعصاة ، وإدانة أعمالهم واستهجانها ، ومن هنا نجد أنّ القرآن الكريم عندما يستعرض قصص الأقوام السابقة وما جرى عليها نتيجة اقترافهم للذنوب والمعاصي ونحوها من الحوادث التاريخية يؤكّد أخذ العبرة والاعتبار والموعظة ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) ، فالقرآن ليس كتاباً قصصياً يستعرض الأحداث التاريخية للتسلية ونحوها
وفي هذا المقام تحتشد الأدلة الكثيرة لإثبات أنّ أعداء أهل البيت من أبرز المستحقين للّعن ،
ــــــــــــــ
(١) آل عمران : ٦١ .
(٢) انظر : تحفة الأحوذي ، المباركفوري : ج٨ ص٢٧٨ ؛ تفسير الجلالين ، جلال الدين السيوطي : ص٧٤ .
(٣) انظر : تاريخ دمشق ، ابن عساكر : ج٢٥ ص١٧٨ ؛ والمحصول ، للرازي : ج٤ ص٤٨٩ .
(٤) انظر : المحصول ، للرازي : ج٤ ص٤٨٩ ؛ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ج٦ ص٢٨٩ ؛ وجواهر المطالب ، ابن الدمشقي : ج٢ ص٢٢٧ .