وسوف نقتصر على بعض الأدلة :
لا ريب أنّ الإيذاء المتوجّه إلى أهل البيت هو إيذاء لله تعالى ورسوله ، وهذا ما يكشف النقاب عنه القرآن نفسه والنصوص النبوية الشريفة التي جاءت مشفوعة ببيان مقامهم السامي عند الله تعالى ورسوله ، فالقرآن الكريم كشف عن مقام أهل البيت في آيات عديدة كآية التطهير وذوي القربى وآية المباهلة وآية الإطعام وآية الولاية ونحوها .
وهذه الآيات الشريفة تبيّن مقامهم السامي عند الله تعالى وأنّهم العباد الصالحون المعصومون المكرّمون فضلاً عمّا ورد في أنّ إيذاء فاطمةعليهاالسلام يكون إيذاءً لله ورسوله ، وأنّ الله تعالى يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها(١) .
وقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال :( اشتدّ غضب الله على مَن آذاني في عترتي ) (٢) .
وعن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال :( مَن آذى عليّاً فقد آذاني ) (٣) ونحوها ، وليس ذلك إلاّ لأنّهمعليهمالسلام نفس الرسول وعترته وأهل بيته ، الذين طالما نجد أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يحث الأُمّة على التمسّك(٤) بهم ، وأنّهم أمان للأُمّة(٥) ، وأنّ رَحمهصلىاللهعليهوآلهوسلم موصولة في الدنيا والآخرة بهم ، فضلاً عن بياناتهصلىاللهعليهوآلهوسلم في الحث على حبهم ومودتهم ، وأنها فرض أوجبه الله تعالى على الأمة ، والتحذير من بغضهم وعداوتهم وأنّه لا يبغضهم إلاّ منافق(٦) وغيرها ، فإن كل ذلك يكشف عن أنّ إيذاءهم إيذاءً لهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
ــــــــــــــ
(١) المعجم الكبير ، السيوطي : ج١ ص١٠٨ ؛ ذخائر العقبى ، أحمد الطبري : ص٣٩ .
(٢) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، المناوي : ج١ ص٦٥٩ .
(٣) مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج٣ ص٤٨٤ ؛ فيض القدير في شرح الجامع الصغير ، المناوي : ج٦ ص٢٤ ؛ شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : ج٢ ص١٤٧ ؛ التاريخ الكبير ، البخاري : ج٦ ص٣٠٧ ، وغيرها .
(٤) راجع مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج٣ ص٤٨٣ ؛ ذخائر العقبى ، الطبري : ص٦٥ ؛ مجمع الزوائد ، الهيثمي : ج٩ ص١٢٩ ؛ المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري : ج٣ ص١٢٢ ؛ شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : ج٢ ص١٤٥ ؛ الإصابة ، ابن حجر : ج٤ ص٥٣٤ ؛ البداية والنهاية ، ابن كثير : ج٥ ص١٢٨ .
(٥) انظر : ذخائر العقبى ، الطبري : ص١٧ ؛ شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : ج١ ص٤٢٦ ؛ تاريخ دمشق ، ابن عساكر : ج٤٢ ص٣٩٧ ؛ سبل الهدى والرشاد ، الصالحي الشامي : ج١١ ص٧ ، وغيرها .
(٦) انظر : ذخائر العقبى ، الطبري : ص١٨ وص٤٤ وص٩١ ؛ نيل الأوطار ، الشوكاني : ج٧ ص١١٣ ، وغيرها .