16%

الفصل الرابع : إبطال دعوى أنّ الشيعة تقول بتحريف القرآن الكريم

التحريف

الشبهة

إن الشيعة تقول بتحريف القرآن .

الجواب :

التحريف لغةً

التحريف : هو ميل الكلمة عن معناها .

قال ابن منظور : ( وتحريف الكلم عن مواضعه : تغييره ، والتحريف في القرآن والكلمة : تغيير الحرف عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه ، كما كانت اليهود تغيّر معاني التوراة بالأشباه ، فوصفهم الله بفعلهم ، فقال تعالى :( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن موَاضِعِهِ ) ، وقوله في حديث أبي هريرة : ( آمنت بمحرف القلوب ، هو المزيل أي مميلها ومزيغها وهو الله تعالى ) )(١) .

وقال الزبيدي في تاج العروس : ( ( والتحريف التغيير ) والتبديل ومنه قوله تعالى :( ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ) وقوله تعالى أيضاً :( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) وهو في القرآن والكلمة تغيير الحرف عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه )(٢) .

أمّا أحمد بن فارس فقد ذكر في مادة ( حرف ) : ( يقال : انحرف عنه ينحرف انحرافاً ، وحرفته أنا عنه ، أي : عدلت به عنه ؛ ولذلك يقال : محارف ، وذلك إذا حورف كسبه ، فيميل به عنه ؛ وذلك كتحريف الكلام وهو عدله عن جهته ، قال الله تعالى :( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) )(٣) .

وبهذا يتضح أنّ اللغويين يفسّرون ويعرّفون التحريف بالميل وتغيير الكلمة عن معناها .

ــــــــــــــ

(١) لسان العرب ، ابن منظور : ج٩ ص٤٣ .

(٢) تاج العروس ، الزبيدي : ج٦ ص٦٩ .

(٣) معجم المقابيس في اللغة ، أحمد بن فارس : ص٢٥٥ ، دار الفكر – بيروت .