16%

٣ـ في ذيل الحديث الوارد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام : قال سألته عن قوله تعالى : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنـزِيلا ) (١) ، قال :بولاية علي عليه‌السلام تنـزيلاً ، قلت : هذا تنـزيل ؟ قال :نعم ، ذا تأويل )(٢) .

وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أنّ المراد من التنـزيل هو التفسير ، وهذا الحديث يعتبر ردّاً حاكماً على كل مزاعم أهل التحريف ، كما هو الحال في الحديث السابق .

وغير ذلك من الروايات الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام كروايات العرض على الكتاب ، والرجوع إليه عند تشابه الأمور وغيرها .

ثالثاً : تواتر القرآن

فإنّ القرآن الكريم متواتر بين المسلمين جيلاً بعد جيل ؛ لأنّه مقرّ ومعترف به عند الجميع ، وأصلٌ لجميع الأحكام ، بل لا شك أنّ كل دواعي نقله متوفّرة لدى المسلمين ، كما هو واضح في مسألة تعدّد القراءات وتواتر بعضها ، وقد اشتهرت بين المسلمين قراءة عاصم برواية حفص التي تُعدّ من أبرز ما تواتر من القراءات .

إذن فالقرآن الكريم متواتر في مجموع ألفاظه وسوره وآياته ، لا سيّما إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ القرآن الكريم معجزة الرسالة الخالدة وسند النبوّة ، فإذا لم يكن متواتراً فإنّه يقدح بالقطع بحصول النبوّة .

ــــــــــــــ

(١) الدهر : ٢٣ .

(٢) أصول الكافي ، الكليني : ج١ص٤٣٥ .