إنّ احتمال التحريف في كتاب الله تعالى يتنافى مع إعجازه وتحدّيه لكل البشر ؛ وذلك بعد أن تحدّاهم ، ولكن بشكل تدريجي ؛ حيث تحدّاهم أولاً بالإتيان بمثله كما قال تعالى :( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (١) ومن ثمّ تحدّاهم أن يأتوا ببعض السور كقوله تعالى :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) (٢) وبعد ذلك تحدّى البشرية على أن يأتوا ولو بسورة واحدة كما في قوله تعالى :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ ) (٣) هذا في جانب الزيادة ، أمّا في جانب النقيصة في القرآن ، فلا يمكن احتماله ؛ لأنّ النقص بإسقاط كلمة أو كلمات ضمن جملة واحدة يؤدّي إلى الإخلال في الأسلوب البلاغي الذي هو ممّا تحدّى القرآن به البشرية أيضاً .
فقد وردت عدّة روايات تبين أن القرآن الكريم ميزان لصحة وحجّيّة الروايات المشكوكة ، وبيان ما هو الصادق والكاذب منها ، فعن الإمام
ــــــــــــــ
(١) الإسراء : ٨٨ .
(٢) هود : ١٣ .
(٣) يونس : ٣٨ .