5%

منشأ الشبهة في التحريف

لعلّ المنشأ في تلك الشبهة هو وجود بعض الروايات المرسلة عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، حيث إنّ رواة هذه الأحاديث إمّا ضعيف الحديث فاسد المذهب ، أو مضطرب في حديثه أو متهم وأمثال هؤلاء ، ولا يمكن الاعتماد على رواياتهم ، مضافاً إلى أنّ تلك الروايات وخصوصاً المعتبر منها ـ كما سيأتي ـ لا دلالة فيها على شيء من التحريف ، فهي إمّا روايات تفسيرية لتوضيح الآية أو بيان النـزول أو تأويل الآية أو تعيين مصداق من مصاديقها الأجلى ، وقد اعتاد السلف جعل شيء من الشرح مع الأصل لأجل إزالة الإبهام من الآية .

ومن هذه الروايات ما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى :( ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً ممَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) (١) قال :( ممّا قضيت ( من أمر الوالي ) ويسلّموا ( لله الطاعة ) تسليماً ) (٢) .

وهذا واضح في كون المراد منه تفسير وتبيين لمواضع التقدير في الكلام على ما أراده المتكلّم ، ولا يمكن أن يكون وجهاً معقولاً دالاً على التحريف .

ومنها ما رُوي عن أبي الربيع الشامي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول

ــــــــــــــ

(١) النساء : ٦٥ .

(٢) الكافي : ج٨ ص١٨٤ ح٢١٠ .