أحضروا الكتاب كملاً مشتملاً على التأويل والتنـزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ لم يسقط منه حرف ألف ولا لام ) (١) .
ومنها : ما رواه الكافي عن أبي جعفرعليهالسلام :( ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ، ظاهره وباطنه غير الأوصياء ) (٢) .
١ـ إنّ هذه الزيادات الموجودة في مصحف الإمام عليعليهالسلام لا دليل على أنّها قرآن ، بل كانت من التفسير والتأويل .
٢ـ بحكم الأدلة السابقة الدالة على بطلان التحريف ، يتضح بطلان هذه الشبهة من أساسها ، وأنّ هذه الزيادات الموجودة في مصحف الإمام عليعليهالسلام ليست من أصل القرآن .
٣ـ وردت عدّة أقوال عن أهل السنّة تشهد على أنّ الاختلاف بين مصحف عليعليهالسلام والمصحف الموجود إمّا راجع إلى زيادة الناسخ والمنسوخ ، أو اختلاف الترتيب حسب النـزول ونحوها .
فعن ابن حجر في فتح الباري قال : ( إنّ مصحف علي كان على ترتيب النـزول أوّله اقرأ ، ثم المدثّر ثم ن والقلم ثم المزمّل )(٣) .
٤ـ لو كان مصحف الإمام عليعليهالسلام يختلف عن المصحف الموجود ، لأخرجه الإمام عليعليهالسلام للناس بعد أن استلم منصب الخلافة ، لا سيّما الأخذ بنظر الاعتبار اهتمام وحرص الإمام عليعليهالسلام على حفظ الإسلام والكتاب المنزل .
إنّ بعض أهل السنّة ـ الذين رفعوا شعار التحريف ضد الشيعة ، استناداً إلى بعض الروايات الضعيفة ـ لم تخل مصادرهم المعتبرة من بعض هذه الروايات الدالة على وقوع التحريف في القرآن ، حيث آمن أكثر علماء السنّة بأنّ القرآن الكريم نسخت تلاوته .
ــــــــــــــ
(١) تفسير الصافي ، الفيض الكاشاني : ج١ ص٤٧ ، ط٢ ـ مكتبة الصدر ـ طهران .
(٢) أصول الكافي ، الكليني : ج١ ص٢٢٨ .
(٣) فتح الباري ، ابن حجر : ج٩ ص٣٤ ، ط٤ ، دار إحياء التراث العربي .