إذن يتضح من كلام عمر أنّ هذا المصحف الذي بأيدينا تنقصه آية الرغبة التي يرويها ، وهذا هو عين القول بالتحريف .
ما أخرجه الطبراني عن عمر بن الخطاب أنّه قال : ( القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف )(١) مع أنّ القرآن الذي بين أيدينا لا يبلغ ثلث هذا المقدار ، وهذا يعني أنّ عمر يقول : إنّ هذا القرآن الذي بأيدينا ناقص .
روى نافع عن ابن عمر أنّه قال : ( لا يقولنّ أحدكم قد أخذت القرآن كلّه وما يدريه ما كلّه ؟ قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر )(٢) .
قال الآلوسي : ( وروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى )(٣) .
ومعنى قوله : ( ذهب منه قرآن كثير ) إنّ هذا القرآن الذي بين أيدينا ناقص !!
روى ابن داود عن ابن شهاب ، قال : ( بلغنا أنّه كان أُنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة الذين كانوا قد وعوه ولم يعلم بعدهم ولم يكتب )(٤) .
ــــــــــــــ
(١) المعجم الأوسط ، الطبراني : ج٦ ص٣٦١ ، تحقيق طارق الحسيني ، دار الحرمين – القاهرة – ١٤١٥ .
(٢) الدر المنثور ، السيوطي : ج١ ص٢٥٨ .
(٣) روح المعاني ، الآلوسي : ج١ ص٢٥ .
(٤) كنـز العمّال ، المتقي الهندي : ج٢ ص٦٨٥ .