الفصل الخامس : إبطال دعوى أنّ التقية كذب ولا أصل لها
في النصوص الإسلامية
التقيّة
التقيّة كذب لأجل الضرورة ، فكيف يجعلها الشيعة من أصول الدين ؟
اتفق المسلمون بجميع طوائفهم على أنّ مفهوم التقيّة من المبادئ الإسلامية الأصيلة ، التي وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية ، وسنّة المعصومين من أهل البيتعليهمالسلام ، ولكن وقع الخلاف بين علماء المسلمين في التقيّة من جهتين أساسيتين :
الأُولى : سعة دائرة التقيّة من حيث الزمان والمكان والطرف الذي يتقى منه .
الثانية : حكم التقية ، وهل هي رخصة فقط ؟ أو أنّها تصل إلى حدّ الوجوب والإلزام ؟
ولم يقع الخلاف بين المسلمين في حقيقة التقية ومناشئها ، إلاّ بعض الفرق التي رمت المسلمين كلّهم بالنفاق ، عندما وسمت التقية بأنّها شعبة من شعب النفاق ، وأنّها من السكوت عن الحق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس .
وفي الوقت الذي أجمع فيه المسلمون على أن مناشئ التقية هي الحذر والخوف على النفس والعرض والمال ، قال ذلك البعض : ( إنّ مناشئ التقية هي بطلان عقيدة ومذهب صاحب التقية ، وأنّ التقية يتشبّث بها مَن كان باطل العقيدة والمذهب ) .
وجدير بالذكر أنّ الإجماع بين المسلمين قائم على أنّ التقية من الفروع الفقهية ، وإنّما وقع الخلاف في الحكم ، وأنّها رخصة فقط أو أنّها تبلغ درجة الوجوب ، وبعبارة أخرى : ما هي منزلة التقية في الإسلام ؟ ولكن مع ذلك نجد أنّ البعض يتهم الشيعة الإمامية الاثني عشرية بأنّهم يجعلون التقية من أساس الدين وأُصوله ، على حدّ التوحيد والنبوّة ، وفسّروا التراث الشيعي في التقية بما يروق لهم
وبناءً على ما ذكرناه لا بد من الإجابة على الأسئلة التالية :