5%

النتيجة

إنّ ماهية التقية في الدين وحقيقتها متفق عليها بين المسلمين ، وهي كتمان الحق توقّياً للضرر من الغير .

ولم يصف التقية بالنفاق أحد من المسلمين إلاّ بعض المتعصّبين ؛ لأجل الطعن على الشيعة ، الذين احتاجوا واضطروا إلى التقية أكثر من غيرهم ؛ لما تعرضوا له من الجور والاضطهاد والقتل والتشريد .

العلاقة بين مفهوم التقية والإكراه

بناءً على ما تقدّم من تعريف التقية يتضح توافق مفهومها مع مفهوم الإكراه ؛ وذلك لأنّه تبيّن أنّ التقية هي كتمان الحق وإظهار خلافه لخوف الضرر من الغير ، ولا شك أنّ الإكراه وإتيان المكرَه بما يُجبره عليه المكرِه إنّما هو لأجل خوف الضرر من الغير أيضاً ، إذ أنّه يأتي بما لا يُحب خوفاً من توعّد الغير له ، قال في اللسان : ( الكره : ما أكرهك غيرك عليه وأكرهته : حملته على أمر هو له كاره )(١) .

وعرّف التفتازاني الإكراه بأنّه : ( حمل الغير على أن يفعل ما لا يرضاه ، ولا يختار مباشرته لو خلي ونفسه )(٢) .

ولذا نجد أنّ الفقهاء والمفسّرين والمحدّثين وحّدوا في بعض الأمثلة بين موارد الإكراه وموارد التقية ، فقد اعتبر المفسّرون آية الإكراه التي نزلت في عمار بن ياسر ، وهي قوله تعالى :( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ

ــــــــــــــ

(١) لسان العرب ، ابن منظور : ج ١٢ ص ٥٣٤ – ٥٣٥ .

(٢) التلويح : ج٢ ص١٩٦ .