المجالس من أفراد ومصاديق شعائر الله ، التي حثّ عليها القرآن الكريم ؛ وذلك لدخولها تحت قوله تعالى :( ذلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (١) .
وهي الأدلّة الواردة في خصوص مشروعية إقامة مآتم الحزن والبكاء على الإمام الحسينعليهالسلام ، نشير إلى بعضها ضمن النقاط التالية :
إنّ البكاء الذي هو تعبير عن الحزن سنّة إلهية تكوينية ، كما في قوله تعالى :( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السّماءُ وَالأَرْضُ ) (٢) ، فالآية المباركة تنفي بكاء السماء والأرض على هلاك قوم فرعون الظالمين المفسدين في الأرض ، وهذا يعني أنّ السماء والأرض لها القابلية على البكاء والحزن ، وإلاّ فلا معنى للنفي ، بل إنّ الذي يفهم من الآية المباركة هو أنّ السماء والأرض تبكيان على مَن يستحق البكاء ؛ ولذا ورد في كثير من الروايات ذكر بكاء السماء والأرض على المؤمن ، وإليك بعضها :
١ ـ ما أخرجه الطبري في تفسيره عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى :( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السّماءُ وَالأَرْضُ ) ، قال : ( بقاع المؤمن التي كان يصلّي فيها من الأرض تبكي عليه إذا مات ، وبقاعه من السماء التي يرفع
ــــــــــــــ
(١) الحج : ٣٢ .
(٢) الدخان : ٢٩ .