لم يشكك أحد من علماء السنّة وفقهائهم في جواز التقية في الإسلام واستمرار حكمها وجوازها إلى يومنا هذا ، ونقدم على أقوالهم ذكر بعض أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم :
١ـ أخرج ابن حزم وغيره عن الحارث بن سويد قال : ( سمعت عبد الله بن مسعود يقول : ما من ذي سلطان يريد أن يكلّفني كلاماً يدرأ عنّي سوطاً أو سوطين إلاّ كنت متكلّماً به ) .
وقال ابن حزم عقيب كلام بن مسعود : ( ولا يعرف له من الصحابة مخالف )(١) ، وقوله هذا صريح في اتفاق جميع الصحابة على جواز التقية ولو في حال الخوف من سوط واحد من سياط السلطان الجائر .
٢ـ أخرج ابن عساكر وغيره عن أبي الدرداء قوله : ( ألا أنبئكم بعلامة العاقل ؟ يتواضع لمَن فوقه ولا يزري بمَن دونه ويمسك الفضل من منطقه ، يخالق الناس بأخلاقهم ويحتجز الإيمان فيما بينه وبين ربّه جلّ وعز وهو يمشي في الدنيا بالتقية والكتمان )(٢) .
ــــــــــــــ
(١) المحلّى ، ابن الحزم : ج٨ ص ٣٣٦ .
(٢) تاريخ مدينة دمشق : ج ٤٧ ص ١٧٥ .