16%

التقية المداراتية في السنّة النبوية الشريفة

فقد عقد المحدثون والعلماء عموماً أبواباً خاصة في فضل المداراة مع الناس ، وقد خصّص البخاري في صحيحه باباً في فضل المداراة مع الناس ، وأخرج فيه العديد من الروايات التي تنصّ على فضيلة التقية المداراتية ، حيث قال : ( باب المداراة مع الناس : ويُذكر عن أبي الدرداء : إنّا لنكشّر في وجوه أقوام وإنّ قلوبنا لتلعنهم ـ إلى أن قال : ـ عن ابن المنكدر حدّثه عن عروة ابن الزبير : أنّ عائشة أخبرته أنّه استأذن على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل ، فقال : ائذنوا له فبئس بن العشيرة ، أو بئس أخو العشيرة فلمّا دخل ألان له الكلام ، فقلت : يا رسول الله قلت ما قلت ، ثم ألنت له في القول؟ فقال : أي عائشة ! إنّ شر الناس منزلة عند الله مَن تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه )(١) .

وهكذا ما في صحيح مسلم(٢) ، وسنن الترمذي(٣) ، ومجمع الزوائد للهيثمي(٤) وغيرهم .

وقد وردت روايات عديدة جدّاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل المداراة مع الناس ، نقتصر على ذكر بعضها :

١ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( مداراة الناس صدقة ) (٥) ، قال ابن حجر العسقلاني : ( أخرجه ابن عدي والطبراني في الأوسط وفي سنده يوسف بن

ــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري : ج٧ ص١٠٢ ، كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس .

(٢) صحيح مسلم : ج٨ ص٢١ .

(٣) سنن الترمذي : ج٣ ص٢٤٢ .

(٤) مجمع الزوائد : ج٨ ص١٧ .

(٥) صحيح بن حبان : ج٢ ص٢١٦ ؛ المعجم الأوسط ، الطبراني : ج١ ص١٤٦ ؛ الجامع الصغير ، السيوطي : ج٢ ص٥٣٤ ح٨١٧٠ .