5%

٩ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) (١) .

إلى غير ذلك من الروايات الصريحة والمتواترة التي يجزم الباحث بصدورها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتي تأمر وتحث على المداراة وحسن معاشرة الناس والصبر على أذاهم بجميع مذاهبهم وطوائفهم ، وهذه هي التقية المداراتية التي يقول بها الشيعة ، وهذا ما فهمه محدّثوا السنّة ومفسّروهم وفقهاؤهم ، وينصّون عليه تحت ذيل تلك الروايات المتقدمة ، وإليك نبذة عن أقوالهم في هذا المجال :

التقية المداراتية في كلمات أعلام السنّة

١ ـ قال المناوي تحت ذيل قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( إنّ الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض ) : ( أي أمرني بملاطفتهم قولاً وفعلاً والرفق بهم وتألّفهم ؛ ليدخل مَن يدخل منهم في الدين ، ويتقي المسلمون شرّ مَن قدّر عليه الشقاء وهذه هي المداراة ، أمّا المداهنة وهي بذل الدين لصلاح الدنيا فمحرمة مذمومة )(٢) .

٢ ـ قال ابن حجر في فتح الباري : ( قال ابن بطال : المداراة من أخلاق المؤمنين وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول ، وذلك من أقوى أسباب الإلفة ، وظن بعضهم أنّ المداراة هي المداهنة

ــــــــــــــ

(١) مسند أحمد : ج٥ ص٣٦٥ ؛ تفسير ابن كثير : ج٢ ص٧ ؛ سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ج٤ ص٥٥٠ وقال : ( سنده قوي ) ؛ سنن ابن ماجة : ج٢ ص١٣٣٨ .

(٢) فيض القدير : ج٢ ص٢٧٢ .